فوائد الإستيقاظ باكرا



   
   يروي "هال إيلرود" في كتابه الرائع _ الصباح المعجزة_ (The Miracle Morning/ Hal Elrod ) الذي غير حياة آلاف الأشخاص، كيف أن الإستيقاظ مبكرا أنقذه من حالة إكتئاب متأخرة كادت تصل إلى الإنتحار ، فبعد أن كان يعيش حياة ناجحة إجتماعيا و عمليا و كان قد نشر له كتاب حقق مبيعات رائعة تغير كل شئ فجأة بعد الأزمة الإقتصادية عام 2007 فوجد نفسه بلا عمل ، غارقا في الديون ، لا يستطيع حتى أن يدفع فواتير بيته حتى إنتهى به الحال إلى حالة متأخرة من اليأس و الإكتئاب.

  وكان هال "Hal" يقضي معظم وقته نائما حيث لم تكن لديه رغبة في الإستيقاظ من نومه لمجرد يقينه بأنه سيواجه هذه الحياة التي لا معنى لها وهذا حال كثير من مرضى الإكتئاب...

  و في أثناء حديثة مع أحد أصدقائه المقربين نصحه صديقه بأن يجرب ممارسة بعض التمارين الرياضبة حتى يخرج من حالة الإكتئاب هذه ،و نصحه بأن يمارس رياضة الجري خاصة فهي سوف تساعده على الشعور بتحسن نوعا ما.

  أخبر "هال" صديقه إنه يمارس رياضة الجري قط في حياته ، بل إنه لا يحب رياضة الجري أصلا، و لكنه تذكر أنه لا يحب الحياة التي يعيشها فما المانع إن جرب رياضة الجري هذه، و مع ظهيرة يوم العطلة الأسبوعية إرتدى "هال" ملابسه الرياضية و بدأ بالركض حول المنطقة التي يسكنها.

  كانت تجربة مفيدة بالنسبة له حيث شعر أن القلق تلاشى في تلك اللحظات التي كان يجري فيها وغمره إحساس مؤقت بصفاء الذهن الذي ساعده بالبدء في التفكير الإيجابي تجاه مشكلات حياته ...

  أحب "هال" هذه التجربة ككل وعزم على ممارسة رياضة الجري بانتظام كما عزم على فعل بعض الأمور التي يمكن أن تحسن من الحياة التي يعيشها ، ولكنه وجد صعوبة في إيجاد الوقت لفعل هذه الأمور، حيث كان مشغول لدرجة أنه لا يجد الوقت لتحسين حياته ..

  وأذكر هنا مقولة الكاتب "ماثيو كيللي " "Matthew Kelly " : (كلنا نريد أن نكون سعداء ، و كلنا ندري ما الأشياء التي يجب أن نفعلها لنكون سعداء، و لكننا لا نفعل هذه الأشياء لأننا مشغولون بأن لا نكون سعداء).

  لم يجد "هال" وقت مناسب إلا الصباح الباكر قبل الذهاب إلى العمل ، لكن الفكرة كانت بمثابة الكابوس بالنسبة له، هو لا يتصور أن يستيقظ في الرابعة أو الخامسة صباحا دون داعي ...

  فقد كان يستيقظ بصعوبة بالغة في السادسة و أحيانا السابعة صباحا من أجل الذهاب إلى العمل ، وكل يوم هو يجر نفسه جرا حتى يغادر سريره ، لذلكقرر للحظات أن ينسى الفكرة تماما و يعيش حياته كما هي لكنه تذكر_ حسب قوله_ مقولة الكاتب "كيفن براسي" "Kevin Bracy " :
   إذا أردت أن تعيش حياة مختلفة عن تلك التي تعيشها ، فعليك أن تفعل أشياء مختلفة عن تلك التي تفعلها.

       وهذا قانون رباني ثابث حيث يقول الله الرافع الخافض:
         "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"

الصباح المعجزة:

  كتب "هال" ستة أمور من شأنها إضافة معنى للحياة التي يعيشها و عزم أن يستيقظ في الخامسة صباحا و أن يعطي كل أمر عشر دقائق فقط بعد ذلك يذهب إلى عمله ، تلك الأمور كان منها الدعاء و القراءة و ممارسة بعض التمارين الرياضية ، العجيب أنه أن كتب فقط هذه الأمور أصبح متحفزا جدا للإستيقاظ مبكرا في اليوم التالي بعد أن كانت الفكرة عبارة عن كابوس بالنسبة له...

  وهنا يخبرنا علم النفس أن الإحصائيات تقول بأن أولئك الذين يكتبون أهدافهم ينجحون في تحقيقها أكثر 80% من الذين لا يكتبون أهدافهم ، و أيضا الذين يكتبون مشكلاتهم و يكتبون الحلول الممكنة لها يخلصون أنفسهم من القلق الناتج عن كثرة التفكير في المشكلات.

تجربتي الشخصية :


  بشكل شخصي شاركت بقصتي التي بدأت قبل أن أقرأ كتاب "الصباح المعجزة" و كنت فخورا جدا و أنا أخبر "هال" بأنني أستيقظ تلقائيا في الرابعة صباحا لأن ديني يفرض علي ذلك، و أول شئ أفعله بعد أن أستيقظ هو الصلاة، الصلاة التي سميتها "الصلاة المعجزة".

المصادر:
كتاب "فاتتني صلاة" للكاتب "إسلام جمال"

إرسال تعليق

0 تعليقات