إن جلذ الذات و استعذاب تأنيب النفس
يعكر صفو روحك و يعكر مزاجه و يمنع عنك رؤية نفسك على حقيقتها . أعط لجسدك حقه و
احترام كل جزء فيه ، فإن جسدك هو الماكنة التي تعيش بها في هذه الحياة .
لا تقس عليه و تحمله أكثر من وسعه. فإذا
احترمت جسدك فإنه بالمقابل سيحرمك و يهب لنجدتك و يتحمل همومك المتنوعة و أمزجتك
المتغيرة. دع جسدك يستريح من الضغط المسلط عليه من عقلك و أفكارك.
قرر رجل و بعد أن طال به المشي في
الصحراء بلا انقطاع زيارة ناسك عاش على مقربة من أحد الأديرة.
فقال له . جئتك من بعيد لأتعلم منك
الحكمة . فاصطحبه الناسك إلى بئر وطلب منه أن يتأمل انعكاس صورته في البئر و أطاعه
الرجل . لكن الناسك أخذ يرمي الحصى في مياه البئر التي تماوجت صفحتها . فلاحظ
الرجل ذلك.
و قال للناسك لا يسعني رؤية وجهي ما دمت
ترمي الحصى . فرد عليه الناسك ذلك أول باب من أبواب الحكمة. أحبب نفسك ولا ترم
عليها بالحصى . فما دمت تفعل ذلك فمن الإستحالة رؤية الصفا الذي يضئ جوانبك.
أن تحب نفسك أن تخاف عليها من كل سوء .
أن تحب نفسك أن لا ترضى لها بكل دنئ أن تحب نفسك أن تسامحها . أن تحب نفسك أن
تستمع لها و تفهمها . أن تحب نفسك أن تعلمها الخير .
دخل مريض على أحد الأطباء و اشتكى له من
آلام عديدة تنتابه كل ليلة . و تأتيه تلك الآلام عندما يضغط بإصبعه على جسده .
فأجرى عليه الطبيب كل الفحوصات اللازمة و لكنهلم يقف على علته و لم يعرف سبب مرضه
. و لكنه انتبه إلى جسم المريض و تمعن به جيدا فوجد أن العلة في إصبعه و ليس في
جسده . إن آلام جسده كلها نابعة من إصبعه تلك التي يضغط بها بنفسه على أنحاء جسده.
0 تعليقات