تاريخ بني إسرائيل القديم من وجهة نظر اليهود

تاريخ بني إسرائيل القديم من وجهة نظر اليهود
تاريخ بني إسرائيل القديم من وجهة نظر اليهود


  يبدأ تاريخ العبرانيين بهجرة النبي إبراهيم و زوجته سارة من مدينة أور إلى أرض كنعان، أنجب إبراهيم إبنه الأكبر إسماعيل من زوجته هاجر بعد عودته من رحلة قصيرة إلى مصر، ثم أنجب إبنه الثاني إسحق من زوجته الأولى سارة، أنجب إسحاق إبنه يعقوب، و يعقوب هو الذي لقب ب(إسرائيل) و نسب إليه بني إسرائيل، أصبح ليعقوب 12 إبن هم الأسباط(و معناها القبائل) ال12 لبني إسرائيل فيما بعد و أشهرهم:

   _ يوسف.
   _ يهوذا.
   _ لاوي.
   _ بنيامين.

  هاجر يعقوب و أبناؤه و عائلاتهم إلى مصر بعد أن أصبح إبنه يوسف ذو شأن و مكانة كبيرة في بلاط ملك مصر، ظلوا في مصر ثلاثة أجيال إلى أن انقلب عليهم ملوك مصر و استبعدوهم، وصلت ذروة الإضطهاد في عهد فرعون، خرج اليهود من مصر بقيادة النبي موسى و الذي كان حفيد لاوي إبن يعقوب بعد سلسلة من المعجزات انتهت بشق البحر ليعبر منه بني إسرائيل إلى أرض كنعان و ذلك حسب رواية الثوراة و القرآن الكريم، يعتبر النبي موسى هو مؤسس الديانة اليهودية، ظلوا تائهين في سيناء 40 عاما و في تلك الفترة مات النبي موسى و تولى القيادة من بعده (يوشع بن نون).

  قاد يوشع بن نون قومه إلى فلسطين ودارت معارك بينه و بين الكنعانيين انتصر فيها و دخل أرض فلسطين و استولى عليها، بعد موت يوشع بن نون إنقسم بنو إسرائيل إلى قبائل و كل قبيلة كان يحكمها شخص يسمى قاضي، ظل هذا الوضع لمدة 300 سنة و تلك الفترة عرفت بعصر القضاة، آخر القضاة هو صاموئيل و الذي اختار شاؤول ليوحد قبائل بني إسرائيل و يقاتلوا خلفه، أصبح شاؤول أول ملوك بني إسرائيل ووحد جميع القبائل في مملكة واحدة هي مملكة إسرائيل، منذ تلك اللحظة يبدأ عصر الملوك الأول.

  يعود الفضل في تأسيس المملكة و تقوية دعائمها إلى الملك داوود الذي خلف شاؤول على عرش مملكة إسرائيل، وسع داوود من أراضي المملكة لتشمل أجزاءا واسعة من أرض كنعان و اتخذ من مدينة القدس عاصمة للملكة، داوود هو نبي في الإسلام فقط و ليس عند اليهود هو ملك فقط، خلف داوود على عرش المملكة إبنه سليمان و كان عهده من العهود المزدهرة لمملكة إسرائيل و بني في عهده معبده الشهير (هيكل سليمان) ، سليمان أيضا نبي عند المسلمين لكنه ملك فقط عند اليهود، بعد وفاة سليمان إنقسمت مملكة إسرائيل إلى قسمين أحدهما شمالي و الآخر جنوبي، عرف هذا العصر بعصر الملوك الثاني.

  المملكة الشمالية هي مملكة إسرائيل بزعامة قبيلة إفريم و عاصمتها السامرة، و المملكة الجنوبية هي مملكة يهودا تحت زعامة قبيلة يهودا و عاصمتها القدس، في عام 920 ق.م هاجم شيشنق ملك مصر مملكة يهودا و استولى عليها، في عام 740 ق.م غزا الآشوريون أرض كنعان بالكامل و استولوا عليها، لم يدم حكم الآشوريين طويلا إذ انقلب عليهم البابليون حكموا العراق وورثوا عنهم أرض فلسطين بالكامل و عينوا عليها حاكما يهوديا هو (دبيكيا) أو (صديقيا).

  حاول دبيكيا الإنقلاب على حكم البابليين فهاجمه الملك البابلي الشهير نبوخذ نصر و هدم أسوار القدس و هيكل سليمان و أخذ من بقي من اليهود عبيدا إلى بابل و هو ما يعرف بالسبي البابلي لليهود، عاش اليهود في الأسر خمسين سنة في بابل، قلدوا فيها عادات البابليين و أخذوا عنهم الكثير من شعائرهم و آدابهم، في تلك الفترة تمت كتابة التوراة، بعد احتلال الفرس لبابل سمح ملكهم كورش الكبير لليهود بالعودة إلى فلسكين و إعادة بناء الهيكل، لاقى اليهود على يد الفرس معاملة حسنة و غدت يهوذا ولاية من ولايات الفرس.

  سنة 332 ق.م انتقل الحكم إلى الملك الأسكندر الأكبر بعد أن هزم الفرس و احتل الإسكندر الأكبر سوريا و فلسطين و معظم العالم القديم، بعد وفاة الإسكندر سنة 536ق.م، حكم بطليموس مصر و أسس فيها دولة البطالسة و كانت يهوذا من نصيب البطالسة، و حكم البطالسة اليهود رغم مقاومتهم العنيفة التي  أكرهت بطليموس الأول على هدم القدس و دك أسوارها، و إرسال مائة ألف أسير من اليهود إلى مصر سنة 320 قبل الميلاد.

  في سنة 162ق.م انتقلت يهودذا إلى حكم السلوقيين حينما احتلها أنطوخيوس و هدم أسوارها و نهب هيكلها و قتل من اليهود ثمانين ألفا في ثلاثة أيام، إنقسم اليهود تحت حكم الإغريق إلى قسمين:

  _ قسم اتبعوا الإغريق و سموا اليهود الإغريقيين.
  _ قسم تمسكوا باليهودية و هربوا و هم المكابيون نسبة إلى قائدهم يهوذا المكابي، الذي استقل بحكم مدينة القدس.

  لكن حكم المكابيون اليهود لم يدم في القدس طويلا إذ احتلهم الجيش الروماني بقيادة بومبي سنة 63ق.م ، ثار اليهود  في القدس على الحكم الروماني فحاصرهم الرومان و استطاع القائد تيتوس سنة 70م دخول القدس، فدمرها بالكامل و دمر الهيكل تماما و أحرقه و أخذ اليهود عبيدا يباعون في روما، و من هنا بدأ تواجدهم في أوروبا، و في عهد الإمبراطور تراجان سنة 106 من الميلاد عاد اليهود إلى القدس و أخذوا في الإعداد للثورة من جديد، فلما تولى هادريان عرش الرومان حول مدينة القدس إلى مستعمرة رومانية وحضر على اليهود ممارسة شعائرهم الدينية و تقاليدهم.

  فثار اليهود بقيادة بار كوخبا سنة 135 ميلادية، فأرسلت روما الوالي يوليوس سيفيروس فاحتل المدينة و قهر اليهود و قتل باركوخيا و ذبح من اليهود 580 ألف نسمة و تشتت الأحياء من اليهود في بقاع الأرض و يسمى هذا العهد ب(عصر الشتات) أو (الدياسبورا)، تشتت اليهود في بقاع الأرض و لم يعد أغلب اليهود تربطهم صلة بأرض فلسكين حتى العصر الحديث.

إرسال تعليق

0 تعليقات